الصفحة الرئيسية › ثقافة

ثقافة لطـفـــي العبـدلـي يكسر كـلّ الممنوعات

اعتلى الممثل الكوميدي لطفي العبدلي ولليلة الثانية على التوالي الاثنين 7 أوت الجاري ركح المسرح البلدي بالجهة وذلك في إطار فعاليات الدورة 34 للمهرجان الدولي بقابس بعرضه Made in tunisia في نسخته التاسعة والأخيرة.
وقد شهد العرض إقبالا جماهيريا قياسيا، على غرار العرض الأول ليلة الأحد المنقضي حيث امتلأ المسرح على آخره بجمهور من مختلف الأعمار لكن كالعادة الحضور النسوي شكل النسبة الأكبر..
العبدلي كان وفيا لشكل دخلته المميزة مرتديا بدلة سوداء مع لوحات راقصة فضلا عن التزامه بتوقيت انطلاق العرض وهو العاشرة ليلا ليستمر طيلة ساعتين دون توقف أدخلت السواد الأعظم من الجمهور في ضحك مسترسل..
هذا وان لم يختلف جذريا هذا العرض عن عروض السنوات الماضية إلا أن قدرة العبدلي على التجديد في الشخوص والمحاور والأحداث كانت واضحة فضلا عن حضور ركحي مميز، كما غاص العبدلي في تركيبة وسلوك التونسي: الرجل فالمرأة خاصة في علاقة بـ "التابوهات" في مقدمتها الجنسية (الصداقة الحميمية بين الذكر والأنثى، الرغبة، الممارسة)..
قد يختلف الكثير مع العبدلي في طريقة طرحه لعدد من القضايا لكن ما يُحترم فيه الوضوح وكسر ولو بحدة في بعض اﻻحيان لتابوهات جلها مصطنعة وتفندها الممارسة اليومية للتونسي، كذلك هو اﻻقرب لـ"الوان مان شو" مقارنة بمن تصدروا هذا النوع اليوم وهم ليسوا اﻻ منشطين، وان كان لهم جمهورهم بالإضافة لتعمُّد لطفي العبدلي في كل وضعية جديدة التذكير والتحذير من "قلة الحياء" الواردة في عرضه مما ساهم إلى حد كبير في مزيد تفاعل الجمهور..
تجدر الإشارة الى سهرة الليلة الثلاثاء 08 أثثها الفنان السوري ناصيف زيتون الذي كان له شرف اعتلاء خشبة مسرح قرطاج الدولي في دورته 53 أمام جمهور عريض ليلة أمس الاثنين، فهل يُحقق زيتون نجاحا جماهيريا مماثلا في قابس؟

لزهر الحشاني